الملك عبدالله الأول

وُلد جلالة الملك عبدالله الأول، طيّب الله ثراه، في مكة المكرمة، في 4 نيسان 1882، واهتمّ منذ طفولته بتاريخ القبائل، وتعرّف على أعراف البدو وعاداتهم وتقاليدهم، وتشبّع بثقافتهم، فكان لذلك أثره البالغ في شخصيته فيما بعد، إذ غدا قصرُ رغدان الذي بُني في عمّان عام 1927، مقصداً للمثقين والأدباء والشعراء العرب.

"‫تجسّدت في شخصية جلالته الخبرة السياسية والقدرة الفائقة على اجتياز الأزمات والتدخل الحاسم، فقد كان أحد قادة الثورة العربية الكبرى"

تلقّى عبدالله بن الحسين بن علي علومه في مكة واسطنبول، فمنحته الأولى الإيمان العميق، ومركزية الوعي وحمْل طموحات المسلمين وآمالهم، وأعطته الثانية الحنكة والحكمة.

و‫تجسّدت في شخصية جلالته الخبرة السياسية والقدرة الفائقة على اجتياز الأزمات والتدخل الحاسم، فقد كان أحد قادة الثورة العربية الكبرى، وبعد أن أُعلن فيصل ملكاً على سوريا ظل عبدالله في صحبة والده في مكة، ولكن نهاية الحكومة العربية في دمشق بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920، دفعت به للقدوم إلى شرق الأردن لتبقى راية الثورة العربية مرفوعة، ولتأسيس قاعدة انطلاق لدعم الثوار العرب ضد الانتداب الفرنسي ولتحرير البلاد السورية.

جاء عبدالله الأول إلى أرض الأردن مجاهداً، ‫وقضى –وهو ملكٌ- شهيداً على أرض القدس الطاهرة التي دافع عنها، فسالَ دمُه الزكي عند عتبات المسجد الأقصى في 20 تموز 1951، على مقربةٍ من ضريح والده الشريف الحسين بن علي الذي ضحّى بعرشه على أن يفرّط بذرّة من أرض القدس وفلسطين. وكان الملكُ المؤسسُ ذاهباً إلى صلاة الجمعة التي حرص على أدائها في الأقصى، يرافقه حفيده الشاب الحسين بن طلال الذي مثّلت هذه الحادثة انعطافة في وجدانه وتفكيره وصفها بقوله: "في هذا اليوم قد تساوت عندي قيمُ الحياة والموت".

ترك الملك المؤسس عدداً من الآثار الأدبية والسياسية هي: "مذكراتي"، و"الأمالي السياسية"، و"من أنا"، و"بين الدر المنثور والمنظوم"، و"جواب السائل عن الخيل الأصائل"، جُمعت في كتاب "الآثار الكاملة".